بعد مضي سنتين على ثورة اطفال سورية التي قادت الى ثورة شعبية عارمة يعود الحلم الصفوي الى الظهور مجدداً بانشاء الدولة العلوية التي اقترحتها فرنسا ابان الانتداب وكانت ترمي الى جعل سورية عبارة عن كانتونات تابعة لها او ما يشبه المستعمرات الصغيرة المرتبطة بها على شاكلة دول الكمنولث التي نالت استقلالها وبقيت تحت راية التاج البريطاني ، لم يتحقق ذلك الحلم لصمود الشعب في سورية واصراره على البقاء دولة واحدة واعلان توحيد فصائل الثوار .

اليوم تعود هذه الاحلام بصورة اخرى يدعمها المخطط الصفوي لتصدير التشيع الى المنطقة العربية عبر بؤره الموجودة في الساحل السوري وفي شرق السعودية وكذلك في دولة البحرين المتاخمة لايران والتي اصبح فيها المد الشيعي اكبر وقد تشيع اكثر اهل البحرين منذ اكثر من اربعة قرون كما ان الوجود الباطني في اليمن الذي يتزعمه الحوثيون وتدعمه ايران يهدد جنوب السعودية كما في شرقها وبهذا التوزيع الجهنمي لهذه المناطق يتراءى لهم السيطرة على كامل المنطقة العربية واحلال الهيمنة الصفوية على الحرمين الشريفين اذ لا يمكن لهم الان سرقة الحجر كما فعلوا ذات يوم بنقله الى البحرين .

يغيب عنهم في قمة احلامهم التي يزينونها لاتباعهم المضللين والتي يدفعون من اجلها خيرة الشباب في جريمة منظمة تودي بارواح اولئك الشباب الضال عن طريق الحقيقة والشاذ عن جادة الصواب تحت مسمى اتباع الولي والتمهيد لظهور الامام الغائب ، أن المارد التركي الذي ارسى قواعده في اسيا الصغرى منذ مئات السنين لن يسمح بأن تتشكل دولة علوية او شيعية على الساحل السوري وذلك لوجود امتداد علوي في المناطق التي استولت عليها تركيا بموجب اتفاقية (سايكس بيكو) الشهيرة وبهذا الشكل يتقوض الحلم الصفوي كما يتقوض الحلم الكردي ايضاً لنفس المبرر وهو ان تركيا لن تسمح بالتحام الكرد في العراق مع ما يسمى بغرب كردستان الذي يشكل المنطقة الشمالية الشرقية من سورية ويمتد بطول يزيد على اربعمائة كيلو متر من الحدود السورية التركية لان هكذا امر سيهدد الامن القومي التركي كما سيدمر اقتصاد تركيا الساعية الى الالتحام في منظومة الاتحاد الاوروبي وهذان امران لا يمكن للقيادات التركية المساومة عليها ايا كانت توجهات تلك الحكومات فهما من الخطوط الحمراء ومساس كما اسلفنا بالامن القومي للشعب التركي.

يجب على آيات ايران ومنظريها البحث عن باب غير هذا الباب للولوج الى المنطقة العربية في ظل تنامي الوعي الشعبي لدى كل الامة العربية ضد هذا الافك الذي ما أنزل الله به من سلطان اذا وجدوا ذلك الباب