إلى أبناء جلدتنا من البعثيين وأحزاب الجبهة التقدمية : في ظل هذه المأساة و الكوارث التي يعيشها وطننا الحبيب و شعبنا الصابر المحتسب وفي ظل شلال الدماء الزكية المسفوكة على ارض وطننا الحبيب و الجراحات و الآلام و الدمار الذي طال كل شئ فإننا نوجه كلمة حق صادقة إن شاء الله و نقول للبعثيين و أحزاب الجبهة ، هل ما يحصل في وطننا هو عمل تقدمي او وطني او أخلاقي . و نناشد ضمائركم و نحن هنا نميز بين البعثيين الحزبيين الانتهازيين المتسلقين اللذين اعميت أبصارهم و بصيرتهم عن شعبهم و وطنهم و لا يرون إلا مصلحتهم الشخصية الضيقة و اللذين ربطوا انفسهم بمصير النظام . و بين البعثيين الوطنيين الصادقين المخلصين اللذين يتألمون على شعبهم و وطنهم كما نتألم و لكنهم ما زالوا تحت الظل الأسود لهذا النظام ، نقول لهؤلاء و لأمثالهم في الجبهة التقدمية نقول لهم أن هذا النظام قد خرق و ارتكب كل الموبقات و الجرائم و الشناعات ، هو لم يخرق الدستور الذي اقسم عليه و حنث في اليمين و سقط في هاوية الخيانة الوطنية العظمى فحسب بل خان الشعب و والوطن و خان المبادئ الأساسية التي وضعها المؤسسون لهذا الحزب او ذاك. يا أيها البعثيون هل ما يقوم به النظام مقبول في دستور حزبكم و منطلقاتهِ السياسية و الفكرية و السلوكية و الوطنية و أدبيات الحزب ، فإنه ضرب بكم و بمبادئكم عرض الحائط ، إلى متى انتم صامتون هل تنتظرون من هذا النظام بعد هذا القتل و الدمار أن يصل عدد ضحاياه إلى مليون او عشرة ملايين حتى تقولوا له كفى . و نحن نقول للبعثيين الوطنيين أن منكم قد إنشق عن النظام و بعضكم يفكر في الانشقاق و البعض الآخر خائف من سطوت النظام ، نقول هذا يوم ٌينفع الصادقين صدقهم فإننا نرى إن عليكم أن تشكلوا لجان بعثية في سائر المحافظات و المناطق و النواحي و أن توجهوا كلمة واضحة مجلجلة مزلزلة عالية الصوت في وجهة هذا النظام ، و أن تقولوا له كفى قتلاً بشعبنا و تدمير لوطننا و استنزاف لاقتصادنا و إفساد ثقافتنا الوطنية الجامعة ، فلا خوف بعد اليوم بعد هذا القتل و الدمار ، آلا تملكون شجاعة أطفال درعا ، و إذ اتحدتم سترعبون هذا النظام كما فعل أبناء وطنكم من أبناء الجيش الحر و مقاتلي المعارضة في جميع ساحات الوطن ، و اعلموا علم اليقين و بكل صدق و صراحة بأني لم اسمع من أي معارض سوري او من أبناء بلدنا سوريا الحبيب من يدعوا إلى تهميش حزب او فرد او اجتثاث احد ، فأنتم أبناء جلدتنا و أبناء وطننا فأسرعوا بالتخلي عن هذا النظام قبل أن يتخلى عنكم ، ومن حقكم إذ ما اتخذتم الموقف الجرئ و الشجاع و الصادق و منحازين إلى شعبكم و وطنكم فإنها تكون لكم قربا و احترام من أبناء شعبكم و وفاء لشهدائنا الأبرار ، و اعلموا إذ ما اتخذتم الموقف الصائب فان حزب البعث سيبقى في ربوع سوريا و ربما يتحول إلى حزب جماهيري ما بعد سقوط النظام ، فلا تربطوا أنفسكم بمصير نظام فاسد مجرم قاتل سلطوي لا يحترم حتى رفاقه في الحزب الذي يدعي بأنه ينتمي اليه ، فو الله لا نريد لكم إلا الخير لأنكم أبناء بلدنا و بينكم كفاءات كثيرة و كبيرة و متنوعة ، والوطن بحاجة إليها ، خذوا مكانتكم اللائقة في الدولة المنشودة التي نطمح إليها بعد سقوط النظام ، و كل ما نريده منكم الآن أن تسحبوا الشرعية من هذا النظام وان تسحبوا البساط من تحتهِ عندها سيسقط كتمثال الخزف الأجوف و تتناثر اشلائهُ على الأرض و تعصف بهِ رياح الثورة من أبناء بلدنا المناظلين الأشداء من الجيش الحر و رفاقهم في ارض النظال و الاستبسال و الشجاعة و الاقدام عندها تتحقق المقولة / ويلٌ للخزف إن سقط على الصخر ، و ويلٌ له إن سقط الصخر عليه / والسلام على الوطنيين الاشراف