التوظيف  |  القائمة البريدية  |  خريطة الموقع  |  اتصل بنا  |  استفسارات  |  شكاوى  |  اقتراحات   
 |  تسجيل عضوية جديدة  |  نسيت كلمة المرور
  الصفحة الرئيسية
من نحن
لماذا الجالية
عضوية الأفراد
عضوية المنظمات
النظام الأساسي
 الحلفاء 
 مكتبة التحميل 
Sunday January 5, 2025, 5:33 am
المقالات  
الأخبار  
بيانات رسمية
كاريكاتير
شؤون قانونية
فريق التحرير
الهيكل التنظيمي للجالية
تعليمات و إجراءات
معاملات
اللقاءات و المؤتمرات
برنامج الدورات التدريبية
مشاريع تعاونية وإغاثية
إعلانات ووظائف
روابط تهمك
ريال سعودي: 141.00
في Sep 21, 2016, 11:03
ريال قطري: 146.00
في Sep 21, 2016, 11:05
دينار كويتي: 1773.00
في Sep 21, 2016, 11:06
درهم إماراتي: 144.50
في Sep 21, 2016, 11:06
دينار أردني: 752.00
في Sep 21, 2016, 11:04
دولار أمريكي: 537.60
في Sep 21, 2016, 11:07
يورو: 597.70
في Sep 21, 2016, 11:07
ذهب عيار 18: 17000
في Sep 21, 2016, 10:33
ذهب عيار 21: 20000
في Sep 21, 2016, 10:34

دعوة للانضمام
الجالية على FaceBook
Bookmark and Share
 


عقرب في صدر سورية
December 17, 2012

عقرب في صدر سورية

عقرب في صدر سوريا

م. ايمن الرفاعي

كنت وكان لي صديق، لم أكترث يوماً إلى اختلاف طائفته، إلا بقدر ما كنا نتهكم به على الفاسدين من منتسبيها المتنفذين وأصحاب السلطة والشبيحة..

كان يتغول بالسخرية على الفاسدين من أهل طائفته ورموزها، بذات القدر الذي كنت أسفِّه وأنقم به على منافقينا من المسؤولين وشيوخ السلطان..

كان الاحترام فقهاً نحياه دون أن يحدده اتفاق، وكان التعايش والمحبة إطار كل المناكفات والمناقشات.. لم نكن نشعر أننا مختلفان إلا بخصوصية تتمايز به شخصياتنا.. ولم تكن دهاليز الاختلاف الطائفي بيننا قادرة على تعقيد وتشويه بساطة وصدق مشاعر الصداقة فينا.. كنا متفقين إنسانياً بما يغنينا عما نختلف فيه طائفياً..

كان دائم الدندنة بأغاني التراث الجميل.. وكانت إحدى أجمل أغانيه التي يرددها تقول: "عقرب بصدرك لسعني.. كيف ينام الملسوعِ"

وبالأمس والأمس فقط، لم تكن أغنيته ما يتردد في صدرونا بل كانت ضيعته "عقرب".. فقد لسعنا إبر عقارب بعض أهلها الذين تمادوا في طقوس حياة العقرب ذاته، فأضرموا دائرة الموت حولهم، وأوقدوا نار سادية حملوا جمرها في صدورهم، فذبحوا الأطفال والنساء وتدرعوا بهم ليحموا أنفسهم وحقدهم رغم أنهم بعض أهلهم.

إن العقرب حين يحيق بها خطر وتتيقن أن لا مهرب لها من الموت، فإنها تغرس إبرتها في جسدها لتقتل نفسها، أما هم فقد غرسوا إبر حقدهم الكامن في نفوسهم فقتلوا أبناءهم ونساءهم وأهليهم معهم فقط تمجيداً وتقديساً لشريعة العقرب في الحقد والموت.

أكثر من عشرين شهراً مرت، وفي كل يوم منها آلاف العقارب تلج سلام صدورنا، فتلسع  قلوبنا بإبرها وتقتل أرواحنا بسمومها..

فعقرب مع كل طفل يذبح ويجرح، أو يعتقل ويعذب، أو ييتم ويشرد، أو يجوع ويظمى، أو يحفى ويعرى، أو تنهشه آفات الحر والقر..

وعقرب مع كل امرأة وصبية تغتصب، أو تمتهن وتذل، أو تساوم على عرضها، أو تذبح وتجرح، أو تثكل وترمَّل، أو تنزَح وتُشرَّد..

وعقرب مع كل شيخ روى أرض وطنه بعرق سني عمره ودماء شبابه فيذل ويهان، أو يجلد ويعذب، أو يذبح كالنعاج..

وعقرب مع كل مسجد انتهكت حرمته ومست قداسة محرابه وطمس سراج منبره وقضت قصفاً مئذنته وحرقت قلوبنا بحرقه..

وعقرب مع كل مصحف اهانوه واستباحوا طهر صفحاته ودنسوا جلال ألفاظه وأجرموا بحق سلام تعاليمه..

وعقرب مع كل كنيسة أهينت ترانيمها واستبيحت قداسة مذبحها وأغتصبت نواقيسها ودنست أيقوناتها وأطفئت شموعها وذبح سلام أناجيلها..

وعقرب مع كل حجر أثري جاهدت سواعد الإنسان السوري في بنائه وتشيده وترصيعه وزخرفته بإرث حضارة التاريخ الإنساني أجمعه كأيقونة خالدة لأقدم حضارات الأرض، فأهينت عظمة تاريخه ودمرت صروح حضارته وطمست معاني لغته..

وعقرب مع كل شجرة زيتون طالما نسجت لنا أكاليل قدسيتها لنأمن سلاماً، وسقتنا من دمائها الخير لنروى عافية، وأطعمتنا ثمار قلبها لنشبع كرامة، فذبحت وقلعت واحرقت..

وعقرب مع كل حبة قمح ولدت أجنتها سنابل خيرٍ وفاءً لفلاحٍ رواها من عرق عينيه وأطعمها من أنامل يديه، فأُحرقت أعوادها ودمرت حقولها وذبح فلاحها، فولد الجياع بموتها، فلا فريك ولا صليق ولا دقيق..

وعقرب مع كل رصاصة بندقية وقذيفة طائرة ومدفعية، دفعنا ثمنها لعقود وعقود من حبات قلوبنا وعرق دمائنا، فصوبتها عقاربهم إبر موت إلى صدورنا..

وعقرب مع كل أنة ألم وصرخة خوف وزفرة هم وغصة قهر، خرجت من صدر دمشق وريفها ودرعا وحمص وحماة وإدلب وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة والرقة والقنيطرة وطرطوس والسويداء،  عقربٌ فرِّخت آلاف العقارب..

لطالما التصق وسم الموت والألم والخوف والحقد بالعقرب، ولطالما اقترن إكسير الحياة والأمل والسلام والحب بسوريا، فإن دخل العقرب يوماً في صدورنا، فإن عشرة آلاف سنة حضارة عاشتها سوريا قد نسجت شرايين الحياة وطرزت شغاف الحب في قلوبنا، فعلمتنا معنى الحياة ودرستنا لغة الحب..

فإن كان الحقد والموت الذي يحمله وسم العقرب نهاية الأشياء، فإن الحب والحياة اللذين ولدت بهما سوريا وشماً على صدرها هما بداية كل شيء، ونسغ ربيع وخصوبة يجري في عروق الأشجار بعد كل خريف وعقم، وأنفاس أرواح تتجدد في الأجساد بعد كل موت..

فليعلم ذلك العقرب في صدر سورية، والذي نشر فراخ عقاربه الحاقدة فغرس أبره وبث سمومه، أن أضلاع صدرها سياج رجال تحميها وأثديته ينابيع نساء بإكسير الحياة تغذيها، وقد مر على صدرها البتول قبله آلاف العقارب والثعابين فلم يزدها ذلك إلا جموحاً وفتنة وجمالاً ولم يتزودا منها إلا بما حفظته مزابل تاريخ حاراتها من أسمائهم، فلئن ضاقت صدورنا يوماً بعقرب، فلقد اتسعت دهراً بالحب والحياة، فأنى لعقرب الخلد وأنى لفناء في حب وحياة.

 

13/12/2012م


م. أيمن الرفاعي


التعليقات أضف تعليقك

أنقذوا حلب
الدليل الإرشادي للمقيمين
اليوم الوطني للسعودية
 
scagc_01_359-196_Green scagc_01_359-196_Green scagc_01_359-196_Green
الصفحة الرئيسية | الأخبار |  المقالات |  بيانات رسمية |  اتصل بنا
الحقوق محفوظة للجالية السورية 2011-2012