لست محبا ولا كارها وإنما أحاول أن أعقل الأمور وأفكر بمنطق، وليس عندي مشكلة مع المجلس الوطني ولا عقدة اسمها المجلس كما اتهمني البعض، منطلقي هو ماأراه في مصلحة سوريا الثورة والوطن. فأرجو ممن يريد أن ينقد كلامي الذي سأورده هنا أن لايحول الموضوع إلى هجوم شخصي وأدعوه أن ينقد الكلام وليس قائل الكلام بطريقة علمية منطقية بحثية تحليلية. قارعوا الحجة بالحجة وليس بتقريع قائل الكلام هذا إن كان عندكم حجة تضاهي حجتي
المجلس الوطني له وعليه، ولكن الذي عليه أكثر بكثير جدا. عندما تداعى السوريون لإنشاء مجلس يمثلهم فقد أرادوا من وراء ذلك مجلسا يؤدي مهمة محددة وهي أن يكون بديلا مقنعا لنظام ساقط ينتظر الإزالة، ومايبقيه حتى الآن إلا عدم توفر البديل.
فهل نجح المجلس الوطني أن يكون بديلا يمكن الاعتماد عليه في إدارة مرحلة انتقالية في حالة سقط النظام؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من ذكر مواصفات البديل المفترض وهي:
أولا: أن يكون ممثلا لأغلبية أطياف ومكونات واتجاهات الشعب السوري
ثانيا: أن يقود عملية إسقاط النظام من خلال وضع الخطط العملية وتطبيقها
ثالثا: أن يكون مسيطرا على القوى الأمنية التي ستبسط الأمن في حالة سقوط النظام
رابعا: أن يكون مسيطرا على الكتائب العسكرية ومتحكما بها حتى لاتتكون كانتونات وميليشيات وبؤر صراع عسكري وتوتر
خامسا: أن يكون لديه رؤية وخطط واضحة المعالم لكيفية إدارة المرحلة الانتقالية
سادسا: أن تكون لديه القدرة والكفاءة الإدارية لإدارة شؤون الدولة في المرحلة الانتقالية والإعداد لدستور جديد وإدارة عملية ديمقراطية شفافة وانتقال إلى مرحلة الدولة الدائمة
سابعا: أن تكون لديه القدرة على الممارسة السياسية الإقليمية والدولية
ثامنا: أن تكون لديه صفات قيادية تستطيع أن تجمع الناس حوله لاأن تفرقهم
تاسعا: أن تكون لديه الاستقلالية فلا تبعية لعناصره لجهات خارجية يتلقى منها إملاءات ويكون ولاؤه للوطن فقط ولمصلحة الوطن والمواطن وليس مرتبطا بجهات خارجية تموله
فهل هذه الشروط تحققت في المجلس الوطني؟ بكل أسف وحسرة أقول ولا واحد منها تحقق. يعني أن المجلس الوطني حصل على درجة صفر من تسعة.
طبعا كلامي لن يعجب الكثير من منحبكجية المجلس الوطني ولكني أدعوهم قبل أن يحاولوا أن يفندوا رأيي ويردوا علي ويسفهوني أن يفكروا بهذا الكلام بعقلهم بعيدا عن العواطف الجياشة والولاء الأعمى. أطلب من الجميع أن يفكر بعين العدل وليس بعين المحب أو الكاره لأن عين الرضا عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا
بالنسبة للحجة التي تقول وهل يوجد بديل أفضل منه؟ فاسمحوا لي أن أقول بأن هذه الحجة بطلت منذ اقتحام عصابات الأسد لبابا عمرو في نهاية شهر شباط حيث فشل المجلس في امتحان مأساة بابا عمرو فشلا لم يسبقه إليه أحد، وأثبت المجلس أنه لم يكن عاجزا أو كسيحا وإنما كان ميتا وماحدث في بابا عمرو كان شهادة وفاته.
فإذا كانت الحجة أن الجسد المريض لابأس به في حالة عجزنا عن الإتيان بجسد سليم، فيؤسفني أن أنعي إليكم المغفور له بإذن الله المجلس الوطني الذي ولد مشوها بعملية قيصرية ومات طفلا قبل أن يعرف كيف ينطق علاوة على أن يحبو.
فالمجلس الوطني جسد ميت ورائحته بدأت تزكم الأنوف وإكرام الميت دفنه. ومايحاول هذا المجلس حاليا فعله إعلاميا بأن يتبنى بالكلام خطاب الثوار فما هو إلا محاولة لإلباس الميت كفنا بألوان زاهية