بيان الجالية السورية في دول الخليج العربي والأردن

بخصوص إصرار روسيا على موقفها من دعم النظام الأسدي

إن الجالية السورية - إذ تراقب مواقف روسيا الداعمة للنظام الأسدي في كل محفل إقليمي و دولي و حرصها على إنقاذه من كل القرارات الدولية التي تدينه و تدين جميع زبانيته في ارتكاب جرائم حرب من الدرجة الأولى و جرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري الذي يطلب إسقاطه بكل رموزه و قياداته ، و قيامها بالافتراء و اختلاق التهم الكاذبة على كتائب الجيش السوري الوطني الحر المدافع عن مواطنيه العزل الذين تعرضوا و لا زالوا يتعرضون لكل أنواع الانتهاكات الإجرامية على أيدي كتائب الأسد و عصابات شبيحته المتوحشين الطائفيين - ترى أن السياسة الروسية الخارجية ، على مستوى العلاقات العربية عامة و السورية خاصة إن لم نقل على مستوى العلاقات العالمية كلها ، تعبر في موقفها من قضية الشعب السوري عن أحد أمرين :

إما أنها في مرحلة الإفلاس السياسي الذي يتمسك فيه المرء بحساباته الهزيلة خوفاً من السقوط ، أو أنها قد فقدت الذكاء الفطري في توجهها نحو مصالحها و وقعت في مصائد مصالح قوى أكبر منها تسيطر عليها و تديرها تبعاً لمخططاتها.

و ترى الجالية السورية أن الحكومة الروسية قد ارتكبت خطأً فادحاً و ما زالت تخطئ في إعطاء الأسد و نظام حكمه المنتهي الصلاحية الأولوية العليا بالمقارنة مع مصالح الشعب السوري و تطلعاته المستقبلية ، و أن الدعم العسكري و السياسي الذي توليهما لهذا النظام المجرم سوف يعود عليها بخسارة مركبة ممثلة بما تقدمه من دعم مالي و عيني اليوم و بإهمالها غداً عندما يسترد الشعب السوري سيطرته على دولته و بلده و يستبعد روسيا من مخططاته الاقتصادية و العسكرية المستقبلية.

إن الجالية السورية - إذ تعلن أحقية الشعب السوري الواع في حكم نفسه و التخلص من حكم الأسد العميل التابع - تؤكد رغبة هذا الشعب بتقرير مصيره بعيداً عن مصالح الآخرين قريبين كانوا أم بعيدين ، و إنها - إذ تنظر بعين التاريخ إلى إخفاقات السياسة الروسية في دول آسيا و أوربا الشرقية و حتى بين حلفائها في أمريكا اللاتينية بداية من تفكك الاتحاد السوفيتي و انتهاء بهزيمتها في أفغانستان - تنصح القيادة الروسية بالتوقف عن استعداء الشعب السوري و الاكتفاء من دم أبنائه و ما تم تدميره حتى اليوم ، و ذلك بالإحجام عن دعم هذا النظام المجرم و مده بالسلاح و المال و تركه لمصيره الذي ارتضاه لنفسه ، عسى ألا تقضي الحكومة الروسية على ما تبقى من الذكريات الجيدة للماضي القريب في وقوفها إلى جانب العرب في الصراع العربي الإسرائيلي.

و أخيراً فإن الجالية السورية تود لفت انتباه الحكومة الروسية إلى أن إرادة الشعوب هي التي تنتصر في النهاية مهما طال الصراع مع الظلمة ، و لكم بالثورة البلشفية في عام 1917 خير مثال و دليل و العاقبة للمتقين .

المكتب التنفيذي